العالم على شفى الهاوية ( الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918 )
بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914 م حيث تناحرت القوى العظمى فى العالم من أجل السيطرة على الملاحة والأرض والمستعمرات، وكانت ذات أثر قوى حيث أنها أخفت بلاداً بعد إنتهائها وخرج من طياتها قوى جديدة على الساحة قلبت جميع الموازين .
أسباب الحرب العالمية الأولى :-
أسباب الحرب العالمية الأولى كثيرة وذات شعاب أكثر ، لكن هناك الأسباب الرئيسية للحرب ما ظهر منها وما بطن ومنها:-
- طموحات القوى العظمى فى السيطرة على المستعمرات فى إفريقيا وأسيا.
- سيطر الألمان على الألزاس واللورين عقب الحرب الفرنسية 1870 م، ومنها تحالف الألمان مع النمسا والطليان والعثمانيون الأتراك.
- الحروب المستمرة فى المنطقة جعل من السلاح تجارة مهمة فى استراتيجيات الدول، وهو الأمر الذى جعل من تجارة السلاح مصدر رئيسي متطوراً، وكانت بدايتها بحرب البلقان التى كانت بين امبراطوريات بعينها وعصابات مسلحة من الصرب والبلغار والأرمن يتم إمدادها بالسلاح.
- الروح الوطنية والقومية المتشددة التى كانت تتمتع بها الإمبراطورية النمساوية حليفة الألمان.
الحرب على الأبواب والحجة معلومة من قديم الزمان:-
وظهر هذا واضحاً بردود الأفعال بعد الحادثة الشهيرة باغتيال ولى العهد النمساوى الأرشيدوق فرانز فرديناند فى 28 يونيو 1914 م على يد أحد الطلاب الصرب فى سراييفو، لكى تجد النمسا هذا الحادث حجة لإعلان الحرب على الصرب ، فجاء التفاوض من طرف الصرب مُهيناً لهم بشروطاً ثقيلة، إلا أن الصرب رغم ذلك قد وافقوا على شروط الصلح، لكن رفضت النمسا الصلح وأعلنت الحرب فى يوليو 1914م.
بعد إعلان الحرب بدأ الروس فى التعبئة للحرب ضد النمسا، وحينما جاء الخبر إلى الألمان أعلنوا الحرب أيضاً على الروس وفرنسا فى بداية أغسطس 1914م، وبدأ الألمان فى غزو البلاد الفرنسية فى الثالث من اغسطس بنفس العام، لاحقتها بريطانيا بإعلان الحرب فى الرابع من أغسطس، أما إيطاليا فقد كانت على الحياد ولم تنضم إلى دول المحور إلا بعد عامين من اندلاع الحرب، أما العثمانيون فقد أعلنوا الحرب بأخر أكتوبر بعد قذفهم للموانىء الروسية على البحر الأسود.
أصبحت الحرب متواصلة لأربع سنوات بين الطرفين دون أن يكون هناك نتائج حاسمة ، لكن فى السنين الأخيرة حقق الحلفاء انتصارات متتالية فى المنطقة الغربية والشرق الأوسط، وذلك بسبب أن بريطانيا استخدمت الهنود فى الحرب عوضاً عن الجنود الأوربيون واستعملتهم فى الشرق الأوسط والأناضول وأسيا الصغرى والبلقان، وقد ساهمت الثورات العربية على الدولة العثمانية ، وذلك فى اضعاف تواجدها فى الحرب وحصرها فى الأناضول و شمال العراق.
نهاية الحرب بهزيمة المحور وانتصار الحلفاء :-
فى مطلع عام 1918 م باتت محاولات الرئيس الامريكى ويلسون للسلام بين الأطراف على مرآى من الجميع، ووضع ويلسون 14 شرطاً للسلام بين الفريقين تضمنت هذه الشروط حرية الملاحة فى البحار والمحيطات وعدم وضع قيود للتجارة، وخفض التسليح وإعادة الألزاس واللورين إلى فرنسا وقيام تعديلات إقليمية فى أوروبا، غير أن الألمان لم يرضوا بهذه الشروط واستمروا فى الحرب طمعاً فى إنهائها لصالحهم.
تحرك الحلفاء سريعا فى الغرب واستطاعوا هزيمة الألمان هزائم قاسية، وهذا جعل الألمان يتجهون إلى الصلح والهدنة فى أكتوبر 1918م، غير أن الرئيس الأمريكى لم يرضى بطلب الهدنة من الألمان ، وأعقب ذلك ثورة شيوعية يسارية فى ألمانيا أدت إلى خلع الإمبراطور وجعل البلاد تحت الحكم الجهورى فى نوفمبر من نفس العام.
وتوصل الألمان إلى إتفاق مُهين كي تنتهى هذه الحرب، وتعهدوا بتسليم الألزاس واللورين إلى فرنسا بالإضافة إلى جميع الأراضى المحتلة، وتسليم الحلفاء جزء كبير من المدافع والأسلحة الألمانية وأيضاً تسليم الأسطول الألمانى بالكامل.
أما النمسا فقد وقعت على هدنة فى نفس الشهر بعد هزائم متتالية وارتضوا بالشروط التى طبقت على الألمان، أما الأتراك فقد وصل الإنجليز إلى حلب فى أكتوبر 1918 فاضطر الأتراك إلى توقيع الهدنة فى أكتوبر 1918 فى مودروس.
عقب إنتهاء الحرب اختفت إمبراطوريات كبرى حكمت لقرون من الزمان كالإمبراطورية العثمانية والألمانية والنمساوية والروسية ، وتغيرت الخريطة وظهرت قوى جديدة على الساحة كالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى بعد قيام الثورة البلشفية وإعلان الإتحاد الروسى الإشتراكى.
كما ظهرت دول جديدة وكيانات مستحدثة مثال فنلندا ، لاتفيا ، ليتوانيا ، أرمينيا ، بولونيا ، تراقيا ، إزمير ، جميع الدول العربية فى أسيا.
أما الإنجليز والفرنسيين فقد أخذوا مكاسب عدة من هذه الحرب تعزز سيطرتهم الإستعمارية على مناطق واسعة وكبيرة ، فى حين أن الألمان قد عانوا ىكثيراً بعد الهزيمة فى الحرب سياسياً واقتصادياً، وقد ساهم هذا على ظهور الحزب النازى الذى هدم هذا التوازن بعد عقدين من الزمان.
فى الحرب العالمية الأولى تم تعبئة 65 مليون جندى من مختلف الجيوش المشتركة فى الحرب، وبلغ عدد القتلى العسكريين 8 ملايين أما المدنيين فقد خسرت أوروبا ثلثي سكانها فى هذه الحرب غير ما قُدر فى الشرق الأوسط وبلاد فارس، أما التكلفة الإقتصادية للحرب فقد قُدرت بما يقارب من ثلاثمائة مليون دولار حسب تقدير سندات هذا الزمان.
تعليقات
إرسال تعليق